يمكن تقسيم التراث الموسيقي العريق بإقليم شفشاون إلى قسمين وذلك حسب المجالين الحضاري و القروي. فعلى مستوى المدينة نجد نوعين رئيسيين للموسيقى العريقة كالأندلسية التي يرجع تاريخها إلى العصر الأندلسي و ما قبله من أنواع الموسيقى العربية. كما نصادف أيضا فن الحضرة و هو عبارة عن فن شعبي للأمداح النبوية الشريفة.
أما على الصعيد القروي فنصادف فلكلورا شعبيا متداولا بين السكان في مختلف المناسبات العائلية و الأفراح و المواسم السنوية يعرف بالطقطوقة الجبلية.
أما على الصعيد القروي فنصادف فلكلورا شعبيا متداولا بين السكان في مختلف المناسبات العائلية و الأفراح و المواسم السنوية يعرف بالطقطوقة الجبلية.
الطقطوقة الجبلية عبر التاريخ:
تاريخيا يعتبر هذا الفن سابقا للأنواع الموسيقية المغربية المتداولة حاليا و قد تأثرت الطقطوقة الجبلية عبر العصور بروافد ثقافية، اقتصادية و اجتماعية حيث تجدر الإشارة إلى أصل الطقطوقة الذي هو عبارة عن أناشيد و أهازيج محلية كانت ترددها الفتيات و نساء القرى بمناسبة المواسم الزراعية ترفهن بها أثناء القيام بالمهام و الأعباء الفلاحية اليومية، و بعد ذلك بدأت تصاحب بالزغاريد و التلاحين أو ما يعرف ب "أعيوع".
لكن مع الوقت لم يعد هذا النوع من الغناء حكرا على النساء فقط بل أصبح متداولا من طرف الرجال أيضا مصحوبا بآلة الطبل في البداية ثم الغيطة مع مرور الزمن... و استمر على هذا الحال إلى أن ظهرت بعض الآلات الموسيقية الحديثة كالكمان عن طريق المستعمر الأوروبي مصحوبا ببعض الآلات الموسيقية الحديثة كالسويسن و إدخال آلة العود الشرقية.
خصائص الطقطوقة الجبلية بإقليم شفشاون:
عادة ما تستهل الطقطوقة الجبلية بإقليم شفشاون بما يصطلح عليه بالعيطة و هي مقطع موسيقي مؤثر متبوع بكلام بلهجة تختلف من قبيلة لأخرى. و يمكن ملاحظة اللكنة الخمسية و الغمارية و الغزاوية ثم تمر إلى الإيقاع الموسيقي المتجانس من حيث الكلمات و النغمات و الأداء.
و تتميز هذه العيطة بإيقاع و لحن و لهجة جبلية محضة. أما في ما يخص المقطع الموسيقي المعروف بالعطاري فهو عبارة عن إيقاع موسيقي يشبه العيطة و لكنه يؤدى بدون كلام. أما ما يعرف بالكوالي فينقسم إلى ما بين خمس و ست أنواع، و يخص قبيلة الأخماس بالضبط و الذي يتميز بإيقاع يختلف تماما عما سبق ذكره.
النغمة الموسيقية للطقطوقة الجبلية بإقليم شفشاون:
على صعيد الموسيقى العربية هناك مقامين معروفين بالبياتي الطبيعي و الحجاز الطبيعي، تأثرت بهما الطقطوقة الجبلية بإقليم شفشاون و كيفتهما ليعطيا في الأخير ما يصطلح عليه بالبياتي الجبلي و الحجاز الجبلي.
اللوحات الفنية المصاحبة للطقطوقة الجبلية بإقليم شفشاون:
تتميز الطقطوقة الجبلية المحلية بلوحات فنية مصاحبة لها عادة ما تكون في ختام الوصلة الموسيقية. و نذكر على سبيل المثال رقصات الفتيات اللواتي يختمن المقطوعة برقصات خفيفة على إيقاع سريع. لباس الفتيات له، من طبيعى الحال، طابع جبلي تقليدي يتكون من الكرزية و الشاشية و المنديل المخطط بألوان نابعة من الحياة اليومية الجبلية.
و تجدر الإشارة إلى فرقة البواردية التي تقتحم في ما بعد ساحة الرقص إلى جانب الفتيات. يردد أفراد البواردية لازمات جبلية محلية و يلوحون ببنادقهم التقليدية مرتدين جلبابا قصيرا مزركشا بوريدات من الحرير و عمامة تعرف عادة ب "الشرقاوية" و يكون لونها أصفر أسوة بالفرقة الفلكلورية العازفة التي قد يتراوح عدد أفرادها ما بين خمسة عشر و عشرين فردا.
(من إعداد جوق الموسيقى الشعبية و الطقطوقة الجبلية برئاسة الفنان عبد اللطيف الخمسي)
(من إعداد جوق الموسيقى الشعبية و الطقطوقة الجبلية برئاسة الفنان عبد اللطيف الخمسي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق